فايث كيبييغون.. هكذا تألقت بطلة الرياضة الأفريقية عالمياً

فايث كيبييغون اسم يتألق في ألعاب القوى. من هي هذه الرياضية التي رفعت اسم أفريقيا عالياً؟

من المجحف اختصار الرياضة في قارة أفريقيا بنجوم كرة القدم فقط. في أغلب الأحيان، حتى لا نقول دوماً، يكون الحديث عن لاعبي الكرة مباشرة عندما نقول “الرياضة في أفريقيا”، وهذا غير مستغرب نظراً إلى الكم الهائل من اللاعبين الأفارقة الذين تألقوا في ملاعب الكرة، لكن أفريقيا لديها الكثير من الرياضيين الأفذاذ في أكثر من رياضة وبينهم الكينية فايث كيبييغون في ألعاب القوى.

لماذا الحديث عن كيبييغون؟ ذلك لأنها توجت لتوّها بميداليتين ذهبيتين في بطولة العالم لألعاب القوى الحالية في المجر، وهما ذهبية سباق 1500 م وذهبية سباق 5000 م، وهذا لم يحدث سابقاً في التاريخ لدى السيدات بأن تتوج متسابقة بذهبيتين في هاتين المسافتين في مونديال واحد.

لكن إصرار كيبييغون (29 عاماً) قادها إلى هذا الإنجاز وهو ليس بغريب على هذه البطلة الكينية، “ملكة” هذه السباقات منذ فترة ليست بالقصيرة.

إذ بعد أن حصدت الميدالية الفضية في سباق 1500 م في أولمبياد لندن 2012، بدأت كيبييغون تكتب بـ”أحرف من ذهب” فصول “أسطورتها” لتحصد الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 ثم تمكنت من الحفاظ على الذهبية في أولمبياد طوكيو 2021 لتبسط سيطرتها على هذا السباق وتكون البطلة فيه من دون منازع.

في موازاة ذلك، كانت كيبييغون تتألق في بطولات العالم حيث توجت بالميدالية الذهبية في مونديال 2017 في سباق 1500 م، ثم بذهبية هذا السباق في مونديال 2022 ولتتوِّج هذا التألق بذهبية ثالثة في سباق 1500 م في المونديال الحالي، وكذلك بأول ذهبية مونديالية لها في سباق 5000 م، لتتصدر في هذه الأيام عناوين الصحف العالمية.

هذا ليس كل شيء، إذ إن كيبييغون لم تكتف بالميداليات الذهبية في الألعاب الأولمبية وبطولات العالم، بل أضافت إليها الأرقام القياسية والتي بلغت القمة فيها في 2023 بتتويجها بـ3 أرقام قياسية غير مسبوقة في مسافات 1,000 م و1500 م و5000 م، والمذهل أنها حصدت رقميين قياسيين في عدة أيام ثم الرقم الثالث بعد شهرين.

ما يبدو لافتاً أيضاً في مشوار كيبييغون وكان حديث الصحافة العالمية هو أنها في عام 2018 أنجبت مولودها الأول وكان طفلة لكنها رغم ذلك حصدت كل هذه الإنجازات، وعلى عكس ما كان متوقعاً، فإن مستواها تطوّر أكثر وأصبحت أكثر قوة.

حول عودتها إلى مضمار السباقات بعد إنجابها طفلتها ومن ثم حصدها الانتصارات تقول البطلة الكينية: “أعلم ما تعانيه اللاعبات بعد فترة إجازة الأمومة. يعتقدن أن السباقات تصبح صعبة عليهن. أريد أن أُثبت لهن العكس”.

وحتى إن كيبييغون لا تخفي أنها تستمد قوتها من طفلتها بقولها: “منذ أن أصبحت أماً أصبحت أكثر قوة ذهنياً. كل يوم طفلتي توقظني صباحاً وتمنحني القوة”.

هكذا أصبحت فايث كيبييغون التي أنجبت طفلة قبل 5 أعوام، بطلة ترفع اسم أفريقيا عالياً. أفريقيا تنجب أيضاً أفضل الرياضيين.